ملخص المقال
الفرق بين المسجد والمصلى ظاهر، فمثلا إذا كان الإنسان اتخذ في بيته مكانا ما يصلي فيه كما يوجد في البيوت قديما، فهذا مصلى وليس بمسجد
السؤال: هل يعتبر مصلى العيد مسجدًا، ويأخذ أحكام المسجد؟
الإجابة:
العلماء اختلفوا فيه هل هو مسجد أو مصلى؛ فمن قال: إنه مسجد. أعطاه أحكام المساجد، ومن قال: إنه مصلى. لم يعطه أحكام المساجد.
والفرق بين المسجد والمصلى ظاهر، فمثلاً إذا كان الإنسان اتخذ في بيته مكانًا ما يصلي فيه، كما يوجد في البيوت قديمًا، فهذا مصلى وليس بمسجد، فلا تثبت له أحكام المساجد، أما إذا كان مسجدًا فإنه تثبت له أحكام المساجد.
والظاهر من السُّنَّة أن مصلى العيد مسجد، وقد صرح بذلك أصحاب الإمام أحمد رحمه الله، فقال في المنتهى: "ومصلى العيد مسجد، لا مصلى الجنائز". فمصلى العيد مسجد، ودليل ذلك أن النبي r أمر في العيدين أن تخرج النساء العواتق وذوات الخدور، وأمر أن يعتزل الحُيَّض المصلى، فهذا دليل على أن النبي أعطاه حكم المسجد. وبناءً عليه نقول: إن النبي r قال: "إذا دخل أحدكم فلا يجلس حتى يصلي ركعتين". فإذا دخلتَ مصلى العيد، فلا تجلس حتى تصلي ركعتين.
ومن العلماء مَن قال: حتى وإن كان مسجدًا، فلا تصلِّ في مسجد العيد ركعتين تحية المسجد، كما هو المشهور من مذهب (الإمام أحمد) رحمه الله؛ لأن النبي r صلى العيد ركعتين لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما، وهذا ثابت في الصحيحين، ولكن ليس فيه دليل لما قالوا؛ لأن النبي r أتى المسجد فتقدم فصلى، فكانت صلاة العيد مجزئة عن تحية المسجد، كما لو دخل الإنسان والإمام يصلي فصلى مع الإمام أجزأته عن تحية المسجد، أما كونه لم يصلِّ بعدهما فلأنه -عليه الصلاة والسلام- انصرف من صلاته إلى الخطبة، وليس لصلاة العيد راتبة بعدها.
نقول أيضًا: هو في الجمعة -عليه الصلاة والسلام- لا يصلي قبلها ولا بعدها، فإذا جاء خطب وصلى، ثم انصرف إلى بيته وصلى ركعتين، فهو لم يصلِّ قبل الخطبة ولا بعدها، فهل يقال: إن الرجل إذا جاء إلى مسجد الجامع يوم الجمعة لا يصلي قبل الجمعة، ولا بعدها؛ لأن الرسول r لم يصل قبلها ولا بعدها؟! لا يقال بهذا.
إذن فلا فرق بين مصلى العيد والمسجد الجامع، فإذا كان يصلي تحية المسجد يوم الجمعة إذا دخل حتى وإن كان الإمام يخطب، فليصلِّ كذلك تحية المسجد إذا دخل مصلى العيد لأنه مسجد.
المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - كتاب صلاة العيدين.
التعليقات
إرسال تعليقك