ملخص المقال
أصدر عدد من علماء فلسطين فتاوى تحرم على المقدسي بيع الأرض أو التنازل عنها
أصدر عدد من علماء فلسطين فتاوى تحرم على المقدسي بيع الأرض أو التنازل عنها، في ضوء حملات محمومة من الاحتلال الإسرائيلي تستهدف ترحيل المقدسيين من بيوتهم وأراضيهم. وأكد العلماء أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بيع المواطن لمنزله أو عقاره أو حتى قبوله التعويض عنه بمنزل أو أرض بديلة، داعين في الوقت نفسه إلى دعم المواطن المقدسي المهدد بالطرد.
وأكد مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين أنه لا يجوز المبادلة ولا البيع ولا المعاوضة مهما كلف الأمر "وعلى الفلسطيني المسلم أن يتمسك بأرضه وعقاره"، مشيرًا إلى أن "من يتجاوز الحكم الشرعي آثم ومحاسب أمام الله". وأوضح حسين أن المطلوب من المواطن المقدسي أمام هذه الإغراءات عدم التفريط أو التنازل عن الأرض أمام محاولات "الإغواء الإسرائيلية"، باعتبار أن "هذه الأرض أمانة بأعناقنا ولا يحق التفريط بها". وأشار حسين إلى أن إغراءات الاحتلال تعدّ نوعًا من الصفقات المشبوهة، مبينًا أن قضية التبادل والانتقال لأرض بديلة -يقدمها الاحتلال- لا تنطلي على المواطنين، وأكد أن الأرض كلها عربية وما زالت مغتصبة، "وبالتالي لا يصح أن يسكن المسلم في أرض مغتصبة من أخيه المسلم بفعل الاحتلال".
من جهته أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الدكتور عكرمة صبري حرمة التعويض عن البيوت المهددة بالإخلاء "وعن أي أرض فلسطينية لأنها أرض وقفية لا يملك المسلم حق التنازل عنها أو أخذ تعويض عنها".وأوضح صبري في تصريحات لموقع قناة الجزيرة أن التعويض هو تمكين لليهود بتنفيذ مخططاتهم الرامية لتهويد المدينة المقدسة وغيرها من أرض فلسطين، وأضاف أنه "لا يجوز للمواطن أن يساهم أو يساعد السلطات المحتلة بتهويدها"، داعيًا إلى ضرورة الرباط بأرض فلسطين باعتبارها أمانة يجب الحفاظ عليها "وتسليمها للأجيال القادمة".وطالب المواطنين الذين سُلموا إخطارات بهدم منازلهم الثبات فيها، والتعاون والتوحد بينهم لإيصال صوتهم لوسائل الإعلام لفضح الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا أنهم قاموا بنصب خيم اعتصام لدعم ثبات المواطنين وشد أزرهم.
من جهته أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني على أنهم -من خلال مؤسستي الأقصى للوقف والتراث، والقدس للتنمية- يعملون على دعم المواطنين المهددين بهدم منازلهم.
وأوضح صلاح أن هذا الدعم يكون بترميم البيوت، وتوفير محامين للدفاع عن أصحابها، إضافة إلى تعيين طاقم لإعداد الإجراءات الهندسية المطلوبة للحفاظ عليها، وإصدار أفلام وثائقية تتحدث عما يتعرض له المقدسيون وبيوتهم، "إضافة لتشييدنا بالتعاون مع الأهالي خيامًا للاعتصام ضد أي تصعيد إسرائيلي".
ولقيت هذه الدعوات استجابة كبيرة من المواطنين، حيث لا تزال أم كامل الكرد تصر على الصمود بأرضها، رغم طردها من منزلها بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية قبل خمسة أشهر.
وقالت أم كامل التي شيدت خيمة للاعتصام على بعد خمسمائة متر من منزلها: إنها تعرضت لكافة أشكال الإغراء والتحايل من قبل سلطات الاحتلال، حيث عرض عليها مبلغ عشرة ملايين دولار ثم أضافوا خمسة أخرى، "وعندما رفضت اقتحموا منزلي وطردوني منه بقوة السلاح".
وما آلت إليه أم كامل تخشاه أم جهاد الطحان من حي رأس العمود بالقدس بعدما بدأت بلدية الاحتلال توسيع مستوطناتها في تلك المنطقة. ورفضت أم جهاد التخلي عن مقدسيتها مقابل مال أو منزل جديد "رغم أن منزلي غرفة واحدة" كما تقول، وأكدت رفضها لكل محاولات الإغراء الإسرائيلية، وقالت: "لن أتخلى عن دوري في حماية المسجد الأقصى والمداومة على الصلاة فيه".
يذكر أن إسرائيل هدمت خمسين منزلاً من بين 275 منزلاً تم إخطار أهلها بهدمها منذ من بداية العام الجاري، كما تحضر لإخطار 17 ألف عائلة تسكن في 2700 منزل.
التعليقات
إرسال تعليقك