المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
قصة إسلام إبراهيم نياس نواجي نيوجي - د. راغب السرجاني - رجال دين أسلموا![إبراهيم نياس نواجي نيوجي .. المنصر النيجيري](http://consult.islamstory.com/images/upload/content/eslam4.jpg)
وُلِدَ إبراهيم نياس نواجي - نيوجي Ibrahim Niass Nwage في شرق نيجيريا، وعاش كغيره من النيجيريين يحمل بين جنبيه نفسًا معطاءة، تربَّى وترعرع على نصرانيته، التي تُخَطِّط وترتِّب للقضاء على الإسلام في تلك القارة، على الرغم مما تناقله أصحاب الرأي والعلم والمنطق عن مستقبل الإسلام في إفريقيا؛ حيث إن سرعة اعتناق الإسلام في إفريقيا يفوق كل تصوُّر.
أُعِدَّ ليكون أحد دعاة التنصير، مُنِحَ كل عناية وتعليم، أصبح إبراهيم نياس نواجي - نيوجي مُنَصِّرًا يُشرف على كنيسة في شرق إفريقيا، هذه الكنيسة قام بجمع الأموال والتبرُّعات لبنائها من سكان تلك القرية النصارى، أصبحت الكنيسة مركزًا مهمًّا للدعوة النصرانية ومزاولة طقوسها وعباداتها، أصبح مدعومًا من كل الهيئات والمؤسسات الكنسية، قام بتنفيذ كل ما يُوكل إليه، تحوَّلت تلك القرية على يديه إلى نصرانية كاملة، وبدأت نشاطاته تتجاوز القرية إلى ما حولها(1).
قام إبراهيم نياس نواجي - نيوجي بتنفيذ واجبه على أكمل ما يكون، فتحوَّلت تلك القرية على يديه إلى النصرانية، وبدأت نشاطاته تتجاوز القرية إلى ما حولها(2).
قصة إسلام إبراهيم نياس نواجي نيوجي
أسلم إبراهيم نياس نواجي - نيوجي على يد أصحاب الطريقة التيجانية(3)، وسمى نفسه (إبراهيم نياس نواجي)؛ تيمُّنًا بصاحب الطريقة في السنغال، ظنَّ في أول عهده بالإسلام أنه يُقِرُّ تلك الرهبانية؛ اعتزل الحياة العامة، ترك الدنيا للناس، مضت فترة من الزمن على تلك الحالة، حتى أراد الله له الخروج والحركة.
التقى إبراهيم نياس نواجي - نيوجي بتاجر مسلم في نيجيريا من أصل شامي، دعاه إلى أن يصبح داعيةً إلى الدين الإسلامي، كما كان من قبل مُنَصِّرًا يدعو للنصرانية، فاشتكى إبراهيم نياس نواجي - نيوجي من قلة المال، فعرض عليه التاجر ماله قائلاً: "خذ من مالي، ولا تعتبره عقبةً في طريقك"(4).
إسهامات إبراهيم نياس نواجي نيوجي
بدأ إبراهيم نياس نواجي - نيوجي في الدعوة إلى دين الله، فبدأ بالذين تَنَصَّرُوا على يديه قبل ذلك، فهاله الاندفاع الشديد من الأفارقة إلى الإسلام، وتحوَّل كل الذين تَنَصَّرُوا على يديه إلى مسلمين، وأسلم أضعافهم.
كان عدد الذين يسكنون قريته وأسلموا على يديه ستة آلاف شخص، وأصبحت القرية بأكملها مسلمة، بعد ذلك فكر في إنشاء مسجد للدعوة الإسلامية، التفَّ حوله فلم يجد إلاَّ الكنيسة التي هجرها سكان القرية بعد إسلامهم، حاول أن يُحَوِّل الكنيسة إلى مسجد، لكنه هوجم بمعارضة قوية، وهاجمته الصحف النصرانية، وتدخَّلت الحكومة وأوقفته عن العمل وقَدَّمته للمحاكمة.
لكنه دافع عن نفسه قائلاً: "إنه قام ببنائها من ماله ومن أموال أهل القرية الذين أسلموا؛ فهي ملكهم الخاص، ومن حُرِّ مالهم، والكنيسة لم يعُدْ لوجودها قيمة في قرية جميع أهلها قد أسلموا".
لم يستطع القاضي أن يُوَجِّهَ إليه تهمة، ولكنه حكم عليه بغرامة مالية، كان سببها هدم الكنيسة دون إذن من البلدية، وبعد أن خرج من السجن جمع التبرعات، وبنى المسجد الذي ظلَّ يحلم ببنائه.
بعد ذلك فكر إبراهيم نياس في إنشاء مركز إسلامي بجانب المسجد؛ فقام بجولة لجمع التبرعات، ووضع حجر الأساس لمستشفى يخدم المسلمين، وبلغ عدد المسلمين الذين أسلموا على يديه نحو مائة وخمسين ألفًا، كلهم من قبيلة (الإيبو) تلك القبيلة النصرانية(5).
إبراهيم نياس وتحدي الصعوبات
تحرَّكت القوى المعادية للإسلام لوقف نشاط هذا الداعية الإسلامي، تحرَّكت الصهيونية العالمية تؤازرها الصليبية العالمية لإيقاف هذا الرجل.
أرسلت السفارة الصهيونية في نيجيريا رجلاً إفريقيًّا يُظهِر أنه مسلم، ولما علم أن هذا الداعية محتاج للأموال قال له: "إن السفارة الإسرائيلية على استعداد لمنحك خمسة وخمسين ألف دولار أمريكي شريطة أن تصبح قاديانيًّا".
لكن إبراهيم نياس رفض هذا العرض قائلاً: "إن معي ربي سيغنيني عنك وعن هذه الصفقة".
ثم تحرَّكت القوى لتحطم اتحاد نيجيريا ذاته؛ لقد انفصلت نيجيريا الشرقية عن الاتحاد معلنة اسمها الجديد (بيافرا)، فكان ذلك خطَّة مستمرَّة لتفتيت القارات إلى دويلات ضعيفة بلا جيوش وبلا اقتصاد؛ مما يُساعد على ابتلاعها وذوبانها وتنصيرها.
انفصلت نيجيريا الشرقية، قامت الحرب لتُهْلِك المسلمين في الدفاع عن (بيافرا) الدولة الجديدة، وعندما رفض المسلمون الدخول في الحرب، وعلى رأسهم إبراهيم نياس نواجي - نيوجي، أصدرت حكومة بيافرا العسكرية أمرًا بمصادرة أملاكهم جميعًا، وفي مقدمتها المسجد والمركز الإسلامي، وبدأت عمليات الإبادة للمسلمين، كما قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3].
فلعلَّ المسلمين يستفيدون من دروس التاريخ وما حدث بنيجيريا؛ حتى لا يحدث ذلك في مكان آخر(6).
المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.
(1) موقع التوضيح.
(2) محمد عبد العظيم علي: سر إسلام رواد الفكر الحر في أوربا وعلماء الدين المسيحي الأجلاء، ص119، 120.
(3) وهي طريقة صوفية منتشرة في إفريقيا.
(4) محمد عبد العظيم علي: سر إسلام رواد الفكر الحر في أوربا وعلماء الدين المسيحي الأجلاء، ص120.
(5) المصدر السابق ص120-122.
(6) السابق نفسه ص122، 123.
التعليقات
إرسال تعليقك