ملخص المقال
أعلن تنظيم جديد أطلق على نفسه اسم «كتائب حزب الله في فلسطين»، أنه تشكل في الأراضي الفلسطينية «لمقاومة الاحتلال» بعد «ترك بعض الفصائل الفلسطينية للعملأعلن تنظيم جديد أطلق على نفسه اسم «كتائب حزب الله في فلسطين»، أنه تشكل في الأراضي الفلسطينية «لمقاومة الاحتلال» بعد «ترك بعض الفصائل الفلسطينية للعمل المقاوم». وقال الحزب الجديد في بيان لم يتسنَّ التأكد من صحته: إن «كتائب حزب الله في فلسطين تخرج إليكم من وسط الواقع الفلسطيني، ومقاوميه جلُّهم لهم باع في مقارعة الاحتلال». وأكد الحزب أن أهدافه هي «الجهاد في سبيل الله ومقاومة أعداء الإسلام». مشيرًا إلى أن عناصره هم من المقاومين الذين كانوا قد انخرطوا في التنظيمات الفلسطينية. ووصف التنظيم نفسه بأنه «إسلامي جهادي سُنّي» لا علاقة له بالعملية السياسية. مؤكّدًا أنه لن يخرج عن المصلحة العامة. ونفى التنظيم الجديد أن تكون له أي علاقة تنظيمية بحزب الله اللبناني. وقال: «كل ما يربطنا هو الإسلام وحبنا لأسلوب مقاومتهم». مؤكدًا أنه سيسير على درب حزب الله اللبناني في المقاومة، وسيحافظ على شرف البندقية. وأكد التنظيم على وقوفه إلى جانب المصالحة الوطنية، وأنه لن يكون طرفًا بأي فتن داخلية، معاهدًا ذوي الأسرى أن قضيتهم ستكون على سلم أولويات التنظيم، والشهداء بالسير على خطاهم، مستذكرًا «الحاج رضوان (عماد مغنية)، وياسر عرفات، وأحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، والشيخ عباس الموسوي». واختتم البيان بشعار «الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا». وهو شعار يردده بالعادة أنصار حزب الله اللبناني. ويحتفظ الحزب اللبناني بعلاقات جيدة مع الفصائل الفلسطينية، وبرغم أنه يحاول أن ينأى بنفسه عن الظهور العلني في الأراضي الفلسطينية، إلا أن إسرائيل تتهمه بتمويل وتشجيع بعض الجماعات المسلحة في الأراضي الفلسطينية لتنفيذ عمليات. وتعتقل إسرائيل مجموعات تتهمها بالعلاقة مع حزب الله اللبناني. وكانت إسرائيل اغتالت في مارس 2008م مسئولاً عسكريًّا شيعيًّا قريبًا لحزب الله في بيت لحم في الضفة الغربية، لكن أي مجموعات مسلحة منظمة لحساب الحزب لم تنكشف في الأراضي الفلسطينية، وإن كانت مجموعات مثل أحرار الجليل، التي تبنت عدة عمليات في القدس الشرقية تنسب مجموعاتها إلى عماد مغنية القائد العسكري للحزب الذي اغتيل في سورية. وتجري الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة، فحصًا دقيقًا للبيان. وقالت مصادر أمنية، وفي المقاومة الفلسطينية: إن حزب الله اللبناني يمول بالعادة مجموعات مسلحة تابعة للفصائل الفلسطينية، ويشجعها على تنظيم عمليات، ويدفع لها مقابل هذا العمل. وقالت المصادر: إن الحزب يدفع رواتب منتظمة لبعض «عيونه» في الأراضي الفلسطينية. وقد عمل خلال الانتفاضة الثانية على تشكيل خلايا نائمة من داخل الفصائل الفلسطينية وتتبع أوامره. وقالت المصادر المطلعة: إن الحزب كان يرفض أن ينسب أي عمل له، وإنما باسم هذه المجموعات أو الفصائل، لكنه يحتفظ بحق توجيه هذه الفصائل وإبلاغه بتنفيذ العمليات قبل وبعد . وبحسب المصادر فإن إسرائيل والسلطة الفلسطينية يلاحقان أي متعاون مع الحزب، وقد ضيقا الخناق مؤخرًا على الحزب اللبناني، إلا أنه ما زال يحتفظ بعلاقات متقدمة مع رجال يتبعون أوامره في الضفة وغزة. ولم تستبعد أجهزة الأمن الإسرائيلية أن تكون بعض العمليات الأخيرة التي نفذت في القدس المحتلة الشرقية، ترتبط بـ«خلايا نائمة» أقامتها في المناطق، وحدة متخصصة تابعة لمنظمة حزب الله، وتعتبرها إسرائيل المسئولة عن تفعيل العمليات الفلسطينية. واتهمت إسرائيل غير مرة مجموعات مسلحة كانت تعتقلها بأنها تجندت لحساب حزب الله. وقال مسئولون أمنيون إسرائيليون: إن «إيران وحزب الله لا ينفكان عن التدخل في الشأن الفلسطيني من خلال الوقوف وراء تمويل عدد من الخلايا التابعة للفصائل الفلسطينية». وقال بيان حزب الله الفلسطيني: إنه يهدف إلى التمكين للمشروع الإسلامي في بلاد بيت المقدس. ومن جهتها، شككت حماس بوجود التنظيم الجديد، وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس: «ربما يكون وهميًّا». وأضاف: «كثيرًا ما يتم الإعلان عن تنظيمات لا نجد لها أجسامًا على الأرض». وتابع «من باب أولى أن يخرج الحزب بمؤتمر صحافي أو يعلن عن ناطق رسمي، ولا يكتفي بمجرد بيان». وتشهد الأراضي الفلسطينية «توالدًا» في عدد الأحزاب والحركات التي يتم الإعلان عنها، وقد تم الإعلان خلال الأعوام الأخيرة، عن تشكيل «جيش الإسلام» و«كتائب أحرار الجليل»، ومجموعات «عماد مغنية» و«جيش الأمة». وقال برهوم: «مثلاً عندما فحصنا حقيقة جيش الأمة وجدناه وهميًّا، ولا وجود لهم، وإنما وكالة أنباء فبركت القصة». وقالت المجموعة الجديدة: إن عناصرها من «المقاومين» الذين سبق لهم الانخراط في التنظيمات الفلسطينية، وأن انطلاقها جاء بعد أن تركت بعض الفصائل الفلسطينية العمل المقاوم. وحول أهدافها، قالت المجموعة: إنها تسعى لـ«الجهاد في سبيل الله ومقاومة أعداء الإسلام»، منوهة إلى أنها «تنظيم إسلامي جهادي سني لا علاقة له بالعملية السياسية، لكن لن نخرج عن المصلحة العامة»، على حد تعبير البيان. ونفت «كتائب حزب الله في فلسطين» أي علاقة تنظيمية بحزب الله اللبناني، لكنها في الوقت ذاته أكدت على السير على دربه في المقاومة، قائلة: «كل ما يربطنا الإسلام وحبنا لأسلوب مقاومتهم». وأكد التنظيم الجديد وقوفه إلى جانب المصالحة الوطنية، وأنه «لن يكون طرفًا بأي فتن داخلية». وعاهد التنظيم ذوي المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال أن تبقى قضيتهم «على سلم أولويات التنظيم»، وعاهد «الشهداء بالسير على خطاهم» مستذكرًا الشهداء «الحاج رضوان، وياسر عرفات، وأحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، والشيخ عباس الموسوي». صحيفة الشرق الأوسط 5 / 10 / 2008م
التعليقات
إرسال تعليقك