ملخص المقال
انتهى زمن الهزائم ولكن لم تنته الابتلاءات مقال بقلم أحمد عبد الوهاب، يتحدث عن هزائم الأمة الإسلامية وسبيل الخروج من هذه الابتلاءات
الناظر إلى الماضي القريب والبعيد يرى نصيبًا وافرًا من الهزائم والذلة على الصعيد الرسمي والدولي والحكومي، هزائم الـ48 واحتلال فلسطين والنكسة والعدوان الثلاثي وهزائم المعارك الصغيرة واحتلال لبنان وسيناء والجولان والعراق والصومال وأفغانستان والشيشان وكشمير وإندونيسيا وما حدث بها، وحصار سوريا وضغوطات على إيران والكثير من هزائم الماضي القريب والبعيد، يحسب أن ما تمر به دولنا الإسلامية والعربية ستظل على هذه الانهزامية الكبرى، وحصار مشدد على غزة العزة، والصمت العربي والصمت الدولي عما يحدث في كل قطر مسلم.
وكأني بالقول:
أنَّى نظرت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
فحالنا في العقود الأخيرة كان عبارة عن صمت عربي مشين وذليل، وحصار واحتلال لبلاد المسلمين، وسادت ثقافة ضعف المقاومة وأن الطريق الأوحد لتحرير البلاد الإسلامية هو المفاوضات والسلام (الاستسلام) وليس الجهاد، كل هذا كان في العقود الأخيرة.
لكننا ونحن ها هنا في هذا الزمان نجد ريح النصر تداعب أنوفنا، وهناك إرهاصات من الواقع وهي انتصارات لبنان في الثمانينيات والتسعينيات وفي الأعوام الأخيرة، وحرب غزة الحديثة وما أتبعته من انتصارات متوالية للمقاومة الفلسطينية الإسلامية، جعلت أعداءنا يفكرون مرات ومرات قبل اجتياح قرية من قرى المسلمين في أي مكان. وتنتصر -أيضًا- المقاومة في كل أقطارنا الإسلامية والعربية وذلك في كشمير والشيشان وأفغانستان والعراق، ومقاومتهم الباسلة واندحار الأمريكان من الصومال، وانتشار الإسلام بصورة رائعة في كل بلاد العالم، وازدياد أعداد الداخلين في الإسلام؛ دين العزة والكرامة والحق والقوة والحرية.
ونرى أنه ابتدأ زمان انتصارات الشعوب على حكامها وعلى محتليها وظالميها، والله من ورائهم وناصرهم.
وإذا كنا نرى هزائم متتالية على الصعيد السياسي والحكومي العربي والإسلامي، إلا أننا نرى انتصارات شعبية ودينية للمسلمين وشعوبهم المؤمنة التي تخلت عن ثقافاتها التي كانت سائدة بأنه لا سبيل سوى الاستسلام، وعادت إلى سبيل المقاومة والجهاد لتحرير بلادنا المسلمة.
ونتذاكر أحاديث النبي الكريم r بانتصارات الإسلام في آخر الزمان والحكومات المسلمة المخلصة، التي ستخلِّص الإسلام وغير المسلمين من سلطان الجور، وتملأ الأرض عدلاً وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا.
وما قاله الخبراء بانتهاء أمريكا وإسرائيل مع بدايات العشرينات من القرن الحادي والعشرين.
وأقول إنه ما زال هنا ابتلاءات في طريق الإصلاحيين المصلحين، وهذا من سنة الله في الأرض، ومن هنا لا بد من تقديم الشهداء؛ لأنهم يوقظون الأمة من سباتها ونومها، ولا بد من أن تسود ثقافة التضحية والتربية والتدرج وطول الأمد للحلول الإسلامية، ولا بد أيضًا من مشاركة الشعوب في تحرير نفسها من طغيان الطغاة والمحتلين.
فلا بد أن نهيئ أنفسنا لحمل رسالة الإسلام ونشر عقيدته السمحة والعظيمة المصلحة ونشرها بين الناس، وإخبار الناس بوجوب التضحية؛ حتى يتم الله علينا النعمة بانتصار وانتشار الإسلام وعزة الشعوب المسلمة.
ولنا في سورة القصص خير زاد في تربية الله للأمم والشعوب، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5].
كتاب الله في ليلي أنيسي *** وأيامي عرين الدين أحمي
التعليقات
إرسال تعليقك