ملخص المقال
وحدة السودان مقال بقلم علي يوسف، يؤكد فيه أهمية الحفاظ على وحدة السودان وعدم تقسيمه أو تفتيته، فما أهمية وحدة السودان؟ وما أهمية الوحدة؟
وحدةالسودان وبقاؤه متحدا لا منقسما أمر لا بد أن يسعى له كل محب للسودان؛ فالوحدة هيالتي سوف تحقق ما يصبو إليه كل السودانيين، فالجنوب لا يمكن أن يستغني عن الشمالولا العكس، فالكل لحمة واحدة ووحدة واحدة لا فرق بين جنوب وشمال.. فما أهميةالحفاظ على وحدة السودان؟
دعوة طيبةمن رجل قلبه على الأمة، إنها دعوة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي التي وجهها للإخوةفي السودان الشقيق الذي نأمل له أن يكون متحدًا لا منقسمًا كما يريد له بعضالساعين لأن يروا هذه الأمة وقد تناثرت هنا وهناك، وأصبحت صيدًا سهلاً لهم؛ لكييتحكموا فيها كما يشاءون وتكون خياراتها ومقدراتها تحت تصرفهم، وتتآكلهاالذئاب لكي تنال منها ما تشاء. وهذا ما آمل أن يعيه كل أبناء السودان، الذي فيوحدته تأكيدٌ لنا وللآخرين أننا أمة واحدة مهما ضعفت إلا أنها لا تموت.
فدعوةالشيخ القرضاوي إلى عدم جواز التصويت لصالحالانفصال دعوة أرجو أن نعيها جميعًا وخاصةً إخوتنا في السودان، الذينأمل أن يزداد توحدًا وقوة وإثباتًا للآخرين أنهم أهل متحدون شمالاً وجنوبًا، وأنما يصور لهم أن التقسيم سيكون منمصلحة فئة، فهذا سراب لا يمكن أن يسير عليه العقلاء والساعون لأن يكونوا قوةً ذاتوجود يُحسب لها ألف حساب.
فالسودان-كما عرفناه وعرفه الجميع- وحدة واحدة لا فرق بين جنوب وشمال؛ فالنيل الذي يعبر منجنوبه إلى شماله جعل منه لحمة متلاحمة في تربتها، وأنبتت نباتًا متماسكًا روى منكل قطرة سارت على ترابه الذي أصبح مع مائها قوة متلاحمة ثمرها مختلط بتراب الشمالوماؤها من الجنوب؛ فالوحدة للوطن معزة ومفخرة للجميع، ولا مجال لأن يكون السودانشقين؛ إذ إن الوحدة ستزيد من تماسكه ووجوده أمام الآخرين، الذين صعب عليهم تنفيذمآربهم على أرضه المتحدة؛ لذا سعوا لأن يكون السودان جنوبًا وشمالاً، وهذا ما لانأمل تحقيقه. وما نأمله أن يأخذ أهلنا على تراب السودان دعوة الشيخ الجليلالقرضاوي مأخذ الجد بالتصويت للوحدة لا للانفصال.
فالانفصاللن يكون هناك سودان، ولن تحل المشاكل التي يتصور البعض أنها ستنتهي بعد التصويتللانفصال؛ فالوحدة هي التي سوف تحقق ما يصبو إليه كل محب للسودان، فالجنوب لا يمكنأن يستغني عن الشمال ولا العكس، فالكل لحمة واحدة ونعمل بما جاءت به الآية الكريمة{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَتَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]. وألا نعمل علىالتنازع الذي جاءت به الآية الكريمة {وَلاَتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]. ونسيرعلى نهج سيد الخلق محمد r حيث قال: "عليكم بالجماعة؛ فإن الذئب إنما يصيب من الغنمالشاردة".
وكماقال معن بن زائدة:
كونوا جميعًايا بَنِيَّ إذا اعترى *** خطبٌ ولا تتفـرقوا أفـرادا
تأبى العصيُّإذا اجتمعن تكسُّرا *** وإذا تفرقـن تكسرت آحادا
ويقوللا فونتين: كل قوة ضعيفة ما لم تكن موحَّدة.
ويقولأبو حاتم السجستاني: لا يتم عمل والتعاضد مفقود، ولا يكون فشل والاتحاد موجود.
ويقولالمثل الكيني: إذا اتحد أفراد القطيع، نام الأسد جائعًا.
ونأملألاَّ يُفرق أهلنا في السودان، وأن يبقوا وحدة متماسكة قوية.. كفانا تمزقًاوتناثرًا هنا وهناك؛ فالاتحاد رغبة إلهية لعباده، حيث قال جل من قائل في كتابهالعزيز: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَاللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَبِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}[البقرة: 213].
التعليقات
إرسال تعليقك