د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرومالسؤال: السلام عليكم بارك الله فيك كيف نوفق بين ما تفضل حضراتكم قوله بشان الامبراطورية الرومانية البيزنطية بانهم اهل رشوة وفساد وناهبي ثروات الشعوب وظلم القياصرة وبين هذا الحديث ,قال رسول الله في صحيح مسلم تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مصطلح الروم هو مصطلح يتحدث عن جنس معين وهو الجنس الأوروبي، وبالتالي فالمقصود من الحديث ليس الدولة الرومانية القديمة المعروفة، ولكن المقصود دول كثيرة ستأتي في التاريخ منشؤها هذا العرق، وبالتالي فقد تكون هناك دولة شديدة الفساد، ودولة ثانية أفضل، ودولة ثالثة أفضل كثيرًا، وذلك كما نقول مثلاً أن دولة عربية ما تخلفت بسبب الفساد والرشوة بينما تقدمت دولة عربية أخرى بسبب الشريعة والأخلاق الحميدة، فالجامع بينهما هو العروبة والفارق بينهما كبير.. هذه واحدة، أما الثانية: فإن الأيام دول فالقوي مهما كان قوياً يضعف في يوم ما، ولكنه قد يعود إلى القوة في مرحلة أخرى، ثم يضعف ثانية، وهكذا، وهذا عام على كل البشر، وفي الحديث إشارة إلى بعض الصفات التي يتميز بها الروم في حال قوتهم، وذلك كما يصف الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن بصفات معينة كثيرة جميلة، ولكننا نرى كثيرًا من المسلمين لا يتصفون بها وقد يقل عددهم جدًا في فترة ما نتيجة ضعف المسلمين، ولكن هذا لا يمنع أن يعود المسلمون إلى الوصف الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في زمان قوتهم، وأنا أرى في الحديث أيضًا دلائل نبوة واضحة في أكثر من وجه، منها تحديد صفات معينة نراها الآن في الأمم الأوروبية والأمريكية، ومنها الجزم ببقاء العنصر الرومي إلى قبيل الساعة
التعليقات
إرسال تعليقك