ملخص المقال
قصص الموت والدمار مفعمة بالصمود بدأت تتكشف وتظهر بعد انقشاع غبار العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي طال الأخضر واليابس وعاني منه كل من في القطاع. ونقلت فضائية الجزيرة أمس الأربعاء مباشرة عدة من قصص الصمود أمام أعتى آلات الحرب والدمار وكان لافتا قصص الأطفال الذين ظهروا كأنهم كبار وكأن هذه الحرب أضافت لهم خبرة وتجربة وعمرا كبيرا، وكان من القصص المؤثرة قصة طفلة فلسطينية من عائلة السموني؛ والتي تقدم نموذجا يتكرر كل ساعة في قطاع غزة الصامدة. تقول الفتاة التي دمر منزل عائلتها بقصف إسرائيلي إن قوات الاحتلال التي اقتحمت منزل ذويها أجبرتهم على الذهاب لمنزل عمها الذي يبعد أمتار قليلة وسط انهمار القذائف في المنطقة. وتقول إنها جلست في منزل عمها مع ذويها وعدد من أفراد عائلة السموني ثلاثة أيام عانى فيها الكبار والصغار من مرارة الجوع والخوف والرعب من القصف الإسرائيلي في المنطقة. وتسرد الفتاة الفلسطينية بحزن عميق ما جرى لهذه العائلة المنكوبة حينما اضطر أخوها وابن عمها لإحضار الحطب من خارج المنزل المحاصر لتحضير الطعام حيث عاجلتهم القذائف الإسرائيلية ليستشهد أخوها ويجرح ابن عمها. وتتوالى فصول المأساة الإنسانية حينما خرج بعض أفراد العائلة لإحضار ابن عمها المصاب ليتجدد القصف الإسرائيلي حاصدا أفراد العائلة واحدا تلو الآخر. وحين رأت الفتاة أمها وأربعة من إخوانها وابن أخيها إلى جانب عدد من أعمامها وزوجاتهم وأولادهم يستشهدون أمامها هامت على وجهها لمسافة تصل إلى كيلومترين. وتمكن مسعفون فلسطينيون من إنقاذ هذه الفتاة المحطمة، ولكن أنى لهم أن يعيدوا لها أفراد عائلتها الذين حصدتهم نيران الاحتلال دون تمييز. ورغم ذلك تبدو هذه الفتاة صامدة ومتماسكة ومتحدية للاحتلال لتقول إن شعبها سيبقى صامدا وصابرا ومتمسكا بأرضه التي تصفها بأنها أرض المحشر والمنشر.
التعليقات
إرسال تعليقك